أَلعشـاء أَلأَخـيـر وسـورة أَلـمـائِـدة

 

ورد في الانجيل نصاََ عن تحضير العشاء الأخير ألذي تناولهُ ألسيد المسيح مع تلاميذهِ, ما يأتي :

 

لوقا ( ف22 – 7 ): ( الإِعداد للفصح مع التلاميذ ):

7وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ (حَمَلُ) الْفِصْحِ.  8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: "اذْهَبَا وَجَهِّزَا لَنَا الْفِصْحَ، لِنَأْكُلَ!" 9فَسَأَلاَهُ:"أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ؟"    10فَقَالَ لَهُمَا: "حَالَمَا تَدْخُلاَنِ الْمَدِينَةَ، يُلاَقِيكُمَا إِنْسَانٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَالْحَقَا بِهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدْخُلُهُ. 11وَقُولاَ لِرَبِّ ذلِكَ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ غُرْفَةُ الضُّيُوفِ الَّتِي آكُلُ فِيهَا (حَمَلَ) الْفِصْحِ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَيُرِيكُمَا غُرْفَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، كَبِيرَةً وَمَفْرُوشَةً. هُنَاكَ تُجَهِّزَانِ!" 13فَانْطَلَقَا، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وَجَهَّزَا الْفِصْحَ.

 عشاء الرب

14وَلَمَّا حَانَتِ السَّاعَةُ، اتَّكَأَ وَمَعَهُ الرُّسُلُ، 15وَقَالَ لَهُمْ: "اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ. 16فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ آكُلَ مِنْهُ بَعْدُ، حَتَّى يَتَحَقَّقَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ". 17وَإِذْ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ، قَالَ: "خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ. 18فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ!" 19وَإِذْ أَخَذَ رَغِيفاً، شَكَرَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: "هَذَا جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ لأَجْلِكُمْ. هَذَا افْعَلُوهُ لِذِكْرِي!" 20  وَكَذلِكَ أَخَذَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ لأَجْلِكُمْ. 21ثُمَّ إِنَّ يَدَ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22فَابْنُ الإِنْسَانِ لابُدَّ أَنْ يَمْضِيَ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنِ الْوَيْلُ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!"

 

ولكي يفهم المعنى من لا دراية لهُ بالإنجيل, نورد النص التالي من إِنجيل يوحنا أَيضاََ:

 

يوحنا الفصل السادس:

48أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. 49أَكَلَ أَبَاؤُكُمُ الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ ثُمَّ مَاتُوا، 50وَلكِنْ هَا هُنَا الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فَلاَ يَمُوتُ. 51 أَنَا الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أُقَدِّمُهُ أَنَا، هُوَ جَسَدِي، أَبْذُلُهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْيَا الْعَالَمُ".

52فَأَثَارَ هَذَا الْكَلاَمُ جِدَالاً عَنِيفاً بَيْنَ الْيَهُودِ، وَتَسَاءَلُوا: "كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟" 53فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِذَا لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلاَ حَيَاةَ لَكُمْ فِي دَاخِلِكُمْ. 54 مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي، فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 55 لأَنَّ جَسَدِي هُوَ الطَّعَامُ الْحَقِيقِيُّ، وَدَمِي هُوَ الشَّرَابُ الْحَقِيقِيُّ. 56 وَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي، يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. 57 وَكَمَا أَنِّي أَحْيَا بِالآبِ الْحَيِّ الَّذِي أَرْسَلَنِي، فَكَذلِكَ يَحْيَا بِي مَنْ يَأْكُلُنِي. 58هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَهُوَ لَيْسَ كَالْمَنِّ الَّذِي أَكَلَهُ أَبَاؤُكُمْ ثُمَّ مَاتُوا. فَالَّذِي يَأْكُلُ هَذَا الْخُبْزَ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ".

59هَذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْمَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرَنَاحُومَ.

 

ويظهر من أَعلاه إِنَّ المائدة المعدة لم يكن فيها ما لذَّ وطاب , بل كانَ ألقصد من إِعداد المائدة مناسبة الفصح التقليدية التي يحتفلََُ بها اليهود سنوياََ بذكرى إِحدى الضربات التي أجراها ألله على المصريين وآل فرعون عندما مرَّ ملاك الله ليقتل كل ذكرِِ فاتحَ رحمِِ من المصريين, وكان الله قد إشترط على موسى أن يقوم قومهِ الساكنين بين المصريين بذبح حملِِ يأكله ساكني أي دارِِ لهم, وبشرطِ أّن تطلى قوائِم بابِ دارهم بدم الحملِ المذبوح كي يمر ملاك الرب ولا يُنزلَ الهلاك بهم أيضاََ.
ويحتفل اليهود سنوياََ بهذا العيد حيثُ أَدت الضربات ألإلهية مفعولها وألتي على أَثَرها خرج اليهود من ارض مصر وتخلصوا من عبودية فرعون .

 

وهنا إِنتهـز المسيح هذهِ المناسبة ليُفهِم تلاميذَهُ بأّنَّ حملِ الفصح لم يكن إِلا رمزاََ لهُ ولفدائِـهِ , فكل من يأكل جسدهُ ويشرب دمـهُ يحصل على الحياة ألأبدية , ولا يكون لإِبليـس سلطانِِ عليهِ لِيُؤذيهِ أَيضاََ . ولم يكن هناك أي طعامِِ على المائدة قد أَنزلَهُ ألله من ألسماء على المسيح وتلاميذهِ , ولكن المسيح قال: " أَنَا الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ."

فالخبز كسرهِ المسيح وقال هذا هو جسدي الذي يبذل لأجلِكُم , أي أصبح الخبز الذي على المائدة رمز لجسد المسيح الذي قبلهُ المسيح عندما نزلَ من السماء على الارض وتجسد. وكذلك الخمر قال عنها المسيح "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ لأَجْلِكُمْ.".

فالطعام الوحيد الذي كان على المائدة كان الخبز الذي رفعه المسيح بيديهِ والذي رمز إِلى جسد المسيح الذي نزلَ من السماء.

 

وآلان نقارن هذا الذي ورد في الانجيل بما ورد في سورة المائدة في القرآن وصفاََ عن العشاء الأخير الذي حظرهُ السيد المسيح مع تلاميذهِ ( ألحواريين ):

 

نـص من سورة المائدة :

112 إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

113 قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ

114 قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

115  قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ

 

وألآن هل فهمنا أي طعامِِ كان على المائِدة وعن أي طعامِِ وخمرِِ تكلم السيد المسيح , نعم لقد تكلم عن جسدهِ وعن دمهِ الذي نزل من السماء بالتجسد حين قبل أن يولد بجسدِِ بشري وأصبح كلمة الله التي القاها الله على مريم , وطبعـاََ  سفكَ دم المسيح في اليوم التالي على الصليب من أجل غفران خطايا كل من يؤمن بفـدائِـهِ وصليبهِ وخلاصِهِ المجاني الذي أعدَهُ لخلاص ألمؤمنين.

عبد الاحد داؤد

07 / 07 / 2008



"إرجع إلى ألـبــدايــة "